كيف أكسب أم زوجي

كيف أكسب أم زوجي

29

منذ سنتين

الأستاذ/ محمد رشيد العويّد

أقيم مع زوجي في بيت أهله، حيث والدته وشقيقتاه، وخلافاتي معهن لا تهدأ قليلاً حتى تثور من جديد. طلبت من زوجي أن نترك بيت أهله لنقيم في بيت مستقل فرفض ذلك قائلاً: وأمي وأختـاي لمن أتركهن ؟ ليس لهن بعد الله غيري !

حاولت أن أصبّر نفسي لكنني أخفقت .. وإن كنت أنجح أحياناً . زوجي ينحاز إلى والدته دائماً، أما إذا كان خلافي مع شقيقتيه فإنه يقف ضدنا جميعاً .. أي ضدي وضد شقيقتيه . أرجو أن ترشدني إلى ما يمكن أن أفعله لأكسب مودة أم زوجي .

هذه واحدة من حالات أخرى كثيرة تشتكي فيها الزوجة معاناتها من إقامتها مع أهل زوجها، فماذا أقول لهذه وغيرها ؟

لا بد أن أثني على اهتمامك وحرصك على كسب مودة والدة زوجك، وهذا هو السبيل الأفضل لتوفير حياة هادئة مستقرة في هذا البيت الذي يجتمع فيه رجل وأربع نساء قريبات له هن أمه وزوجته وشقيقتاه .

وأرجو أن تقدري حال زوجك الذي يحمل واجبات كثيرة تجاه أمه التي أوصاه الله تعالى بها في آيات عدة في القرآن الكريم، ونبيه صلى الله عليه وسلم في أحاديث شريفة كثيرة. وكذلك واجباته تجاه شقيقتيه، وواجباته تجاهك أنت .. زوجته .

وهذا التقدير لحال زوجك يقتضي منك أن تكوني عوناً له لا عوناً عليه، وذلك بأن توصيه أنت بأمه وأختيه، وتذكريه بما لهن من حقوق عليه، فإذا فعلت هذا كسبت رضاء ربك عنك، ثم رضاء زوجك ، بل حتى رضاء والدته وأختيه .

ومما يعينك على هذا :

- استحضري أنك ستكونين أماً – ولعلك الآن أم – وسيكبر أبناؤك ويتزوجون؛ فهل ترضين أن ينصرفوا إلى زوجاتهم وينسوا ما قدمته لهم من حب ورعاية وتربية حتى كبروا وصاروا رجالاً ..؟

وقولي لنفسك : سأعينه على بر أمه والإحسان إليها كما أحب أن يبرني أبنائي ويحسنوا إليَّ .

- اشتري لوالدة زوجك بين وقت وآخر هدية وقدميها لها مع عبارة تحمل مودتك لها وتعبر عن تقديرك لما تقدمه من نصح وتوجيه .

- لا تترددي في استشارتها في بعض ما تقومين به لتشعريها أنك تتعلمين منها وأنك لا تستغنين عن خبرتها في الحياة. كأن تسأليها عن الأسلوب الأمثل لتعليم أطفالك وتربيتهم ، أو طريقة طبخ طعام ما .

- أثني على تربيتـها ابنها، يعني زوجك، وقدّري لها ما بذلته من تضحيات حتى صار رجلاً. وقولي لها إن زواجك من ابنها أعظم هدية منها لك .

- أثني عليها أيضاً في غيابها أمام ابنك الذي لن يتردد في أن ينقل إلى أمه ثناءك عليها .

- كوني واثقة أن كل صبر تصبرينه من أجل فعل ما سبق تؤجرين عليه وتثابين، وهو من حسن تبعلك لزوجك .

ثم لا بد من كلمة لزوجك، ولكل زوج يشبه حاله حال زوجك؛ كلمة أقول له فيها : أعن زوجتك على الإحسان إلى أمك بتقديرك ما تفعله من خير وما تقوله من كلام طيـب لها، وبـشّرها دائماً ، وكرر شكرك لها وامتنانك لما تقوم به، وعبّر عن رضاك عنها مذكراً إياها بأن هذا الرضا يدخلها من أي أبواب الجنة الثمانية شاءت.

Powered by Froala Editor