25
منذ سنتين
على من يهم بالزواج أن يفهم بعض الجوانب المهمة والدقيقة, من نفسية المرأة وطبيعتها ومناحي تفكيرها, ليتسنى له حسن التصرف معها, على ضوء ذلك الفهم فالشاب الذي لا عهد له في التعامل مع المرأة كزوجة من قبل قد يدرك الفروق التي ميز الله بها كلا من الجنسين, فقد يقيس كل الأمور بناء على طبيعته وتفكيره هو فيقع في خطأ, إذ أن إهمال تلك الفروق تسبب هوة في فهم أحدهما للأخر, فكثير من المشاكل الزوجية تكون ناجمة من سوء في الفهم ينبني عليه سوء في التصرف.
بعض معالم نفسية المرأة وطبيعتها
ونجعل هنا بعض المعالم في نفسية المرأة وطبيعتها بما يلي:
1- نصيبها من المثالية والكمال
يظن كثير من الشباب بسبب تأثير وسائل الإعلام المضللة, أن المرأة هي صاحبة الآراء النيرة, والأفكار العميقة, والأفعال الحكيمة, والتصرفات السديدة, والحصيلة العلمية العالية, والاطلاعات الواسعة.
فكم تخيب ظنونه عندما يعاشر زوجته وقد يجدها ليست على الحالة التي كان يظنها, والتي كانت قد ارتسمت في مخيلته عن المرأة لسنوات عديدة, وكم يصاب برد الفعل عندما يكتشف بأن زوجته بعيدة عن ذلك كله.
فقد يظن بأن هذا النقص خاص بزوجته فقط, فهي دون المستوى المطلوب ودون المعدل العام لمستوى النساء, وأنه قد أخطأ في اختيار هذه الزوجة, وقد يبدأ بكره زوجته فيكون رد فعله هذا مؤثراً على سعادته الزوجية, سيما وانه قد يبدأ باكتشاف بعض سلبيات المرأة التي جبلت عليها, مثل حب الدنيا ومظاهرها والغيرة والحسد ومحاولة الاستحواذ على الزوج, وعزله عن أهله ومجتمعه وما إلى ذلك.
إن ردة فعل الزوج هذه تكون نتيجة لعدم علمه المسبق بنفسية المرأة وطبيعتها, وبسبب تضليله بالصور الخاطئة التي رسمتها له بعض وسائل الإعلام, وقلة فقهه بالشرع.
فالأحاديث النبوية الشريفة تصف سواد النساء بأنهن ناقصات عقل ودين, ويعني ذلك أنهن في الغالب تتغلب عواطفهن على عقولهن لما جبله الله تعالى في نفوسهن, من فرط العاطفة كي يؤدين رسالتهن في الحياة, لكن هذه العاطفة قد تجنح بالتفكير العقلي لديهن, وتخلق لهن من الاهتمامات ما تغاير تلك التي تهم الرجل وتستهويه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, "استوصوا بالنساء خيراً, فإن المرأة خُلقت من ضلع, إذا أعوج ما في الضلع أعلاه, فإن ذهبت تقييمه كسرته, وإن تركته لم يزل أعوج, فأستوصوا بالنساء خيرا"
وقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم لبعض صفاتهن فقال "أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ", لإثبات سبحانه أن النساء ينشأن في الزينة والحلي, ويربين في الهدايا والعطايا والمنح, وهن لسن أهلا لمواجهة الشدائد والخطوب, فسرعان ما تنهار المرأة وتنهمر دموعها عند أدنى شدة, وتفقد صوابها عند أقل منحة, وتعرب عن ضعفها وعجزها عند كل ابتلاء, إنها تشعر في قرارة نفسها أنها ليست لهذه المواطن, ولا طاقة بتلك المواقف, وقد أحسن من قال "المحن تصنع الرجال, والمنح تصنع النساء"
Powered by Froala Editor