14
منذ سنتين
إن الفرد الذي يود لأخيه ما يتمناه لنفسه، ويكره له ما يبغضه لها؛ لا يرى إلا ساعياً في تحقيق كل خير له، مجتهداً في إزاحة كل شر وأذى عنه، فلن يرضي - مثلاً - بأن يبيت شَبعان في حين يتضور أخوه جوعاً، ولن يهدأ له بالٌ، أو يقر له قرارٌ، بينما أخ له قد اكتنفته الهموم، وأحاطت به الكروب، ودهمته البأساء، ولن يسكُت عن هتك حرمة مسلم، أو ظلمه والاعتداء عليه، لأنه لا يرضى هذا لنفسه، ولن ينشغل بحسد ذوي نعمة، أو يشتهي زوالها من أيديهم.
وقُل عكس هذا إذ أدرك الشقاء عبداً؛ فكان ذا قلب مريض حقود، يطرب سرورا لما يحل بالناس من ضراء، ويغتم حزنا لما ينالهم من سراء - والعياذ بالله.
لهذا وغيره يؤكد الإسلام على ضرورة أن يمتلئ قلب المسلم بحب الخير لغيره، بل يُشيرُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن من حُرم هذا الخلق فإن إيمانه يبقى ضعيفا منقوصا.
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه".
إن فرحك لأخيك يضاعف أفراحك في حياتك, يرتقي بروحك إلى فضاءات الجمال الخلقي الرفيع, تضع بصمة لا تنسى في سجلك الخاص في ذاكرته, وخاصة إذا سبقت غيرك.
فديننا دين رحمة وأُلفة ومحبة، وإن من أعظم الأعمال الموجبة لمحبة الله، نفع الآخرين وتقديم الخير لهم، ومن ذلك إدخال السرور عليهم, ففي الحديث ((أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ. صححه الألباني
"لا تظهرِ الشماتةَ لأخيك فيرحمُه اللهُ ويبتليكَ" (حديث حسن).
Powered by Froala Editor