20
منذ سنتين
تعتبر مرحلة الطفولة بنسبة للإنسان هي من أهم المراحل التي يمر بها, فهي البنية الأساسية التي تُنبى عليها بقية مراحل حياته, بها تتكون شخصية وهويته, لهذا فالتربية بهذا المرحلة مهمة جداً, من حيث زرع القيم والأخلاق النبيلة, وكذلك المبادئ العظيمة والتي يجب أن ينمو وينشاً عليه الطفل, فإن تربى على الخير وغرست به الأخلاق والقيم النبيلة يحملها طوال حياته وتكون عون له لعمل الخير, وإن تربى على غير ذلك يحصل العكس.
لهذا السبب فقد اهتم الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه الفئة العمرية كثيراً, وكان حريصاً على التوجيه والتربية في الكثير من المواقف, وهناك الكثير من الأمثلة في سيرته النبوية تحدثنا عن ذلك.
نذكر أحد القصص والتي حصلت مع ابن عباس رضي الله عنه, حين كان عليه الصلاة والسلام جالساً مع أشياخ أصحابه, وكان يومها صبي صغير يجلس على يمينه وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه, وعلى يساره كان يجلس أبو بكر الصديق رضي الله عنه, فأوتي نبي الله بشراب, فبعد أن شرب، كان من الطبيعي أن يُعطي الذي عن يمينه، وكان ابن عباس عن يمينه وهو طفل صغير، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يستأذنه في إعطاء أبي بكر يشرب بعده؛ لمنزلته وعظم مكانته؛
ولكنه صلى الله عليه وسلم استأذن من الصغير أولًا فقال له: ((أتأذَنُ لي أنْ أُناوِلَ الأشياخَ؟))، فكان الطفل مدركًا أن الشرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم فضيلةٌ كبيرةٌ، فردَّ: "لا والله يا رسول الله، لا أُوثِرُ بنصيبي منك أحدًا"، فَتلَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده؛ أي: أعطاه له, وهناك من القصص الكثيرة التي كان بها الرسول الكريم يلعب أو يمازح الصغار.
Powered by Froala Editor